خلال الساعات الماضية انتشرت صورة لدكتور خميس الإسي الذي يصنف الأول عربياً وفلسطينياً بحصوله على درجة الزمالة الفخرية حظيت بتعاطف كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي وتعبر عن حجم المعاناة التى يعيشها الفلسطيني في أرضه ويتحول من ليلة وضحاها إلى نازح لا مأوي له
د. خميس إليسي هو استشاري أعصاب والطب الألم وزميل جامعة أكسفورد و برفسور في مجال علوم الأعصاب تحدث في تصريحات خاصة لـ بالعربي تفاصيل ما يمر به الفلسطيني النازح من منزله إلى المجهول ومناطق آخرى تستعر فيها المعارك والقتال.
2 مليون مجبرون على النزوح
وحول طبيعة المشهد الإنساني والميداني يقول د. خميس الإسي في تصريحات خاصة لـ بالعربي:” أنا لست وحدي هناك 2 مليون و 400 ألف انسان في قطاع غزة محاصرين منذ 17 سنة وهذه 2 مليون يجبرون على والنزوح من منطقة لآخري في هذا المكان المحاصرة.. تحت القصف الشديد من الجيش الإسرائيلي ويوجهوا إلى مناطق معينة سواء إلى جنوب كما حدث في بداية الحرب أو من غرب مدينة غزة إلى شمالها أو من الجنوب إلى الشرق عدة مرات والمرة الأخيرة تقريباً الرقم 13 ننزح من منطقة إلى أخرى”.
وأضاف :” قبل 4 أيام أو 5 أيام تفاجأت اتصال من ابني يقول لي (بابا هناك تعليمات غادرو فوراً إلى غرب غزة).. وبالفعل توجهت من المستشفى إلى البيت ووجدت عشرات الآلاف من البشر يهربون باتجاه غرب غزة .. فقمنا بأخذ ما يتيسر من أغراض وما تبقى لأننا خسرنا كل شيء البيت والسيارة والعيادة.. فحملنا ما تبقى وتوجهنا نحو غرب غزة حسب التعليمات”.
النزوح الثالث في أقل من 24 ساعة
وقال د. خميس في تصريحات خاصة لـ بالعربي أنه:” من الساعة 5 وصلنا الساعة 10 لأن الطريق كان زحمة.. جلسنا في بيت عند اختي في غرفة محروقة.. لنتفاجأ بعدها أقل من ساعتين أحزمة نارية في غرب غزة وأن هناك اجتياح في غرب غزة والناس محاصرة فغدرنا من غرب غزة الساعة ٤ الفجر وتوجهنا إلى منطقة النصر وبعد ما توجهنا وجدنا أوامر بإخلاء منطقة النصر..وكان هذا والنزوح الثالث في أقل من 24 ساعة”.
وأردف:” وكنا نجري من مكان لآخر على مدار 12 ساعة وكان الوضع مؤلم ومرعب للأطفال والنساء خاصة إننا نحمل أغراض فقط لتبقينا على قيد الحياة.. وعند مغادرتي حامل هذه الأغراض فقالوا لي أنت تشبه مثل”التغريبة الفلسطينية” فقلت لهم خلاص “لتلتقطوا الصورة وببحث عن الصورة التي كانوا يتحدثون عنها ووجدت فعلاً انها تشبها”.
كما وجه الدكتور الفلسطيني رسالة إلى مصر قائلاً:” أمل أن مصر توقف هذه الحرب و فوراً لأن من يدفع الثمن هم الأبرياء لا طعام ولا ماء ولا كهرباء.. فالمواطنين لم يتناولوا اللحوم منذ 7 شهور.. هذه الحرب يجب أن تتوقف لأن الأبرياء يدفعون الثمن.. ولقد عملت من قبل في مستشفى (تل هشومير) لمدة سنة وخدمت المرضى الإسرائيليين بأفضل ما عندي من خبرة وكانوا كل الأطباء يثنوا على تفنيا في خدمة المرضى.. ونفس الشيء في بريطانيا والنرويج والفلبين.. أمل أن تتوقف هذه الحرب فوراً وان يعم السلام.. ولا نريد ان يفقد شخص برئ حياته سواء كان فلسطيني أو إسرائيلي أي حياة ثمينة”.