كان سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وُلد في مكة المكرمة عام 584 ميلادي، ونشأ في بيئة قوية عريقة، وإشتهر بشجاعته وفصاحته وحكمته.
إسلام سيدنا عمر بن الخطاب أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة السادسة من الهجرة، بعد إسلام أخته فاطمة بنت الخطاب، وكان إسلامه نقطة تحول كبيرة في مسيرة الإسلام، فقد عزز من مكانة المسلمين ورسخ دعائم الدولة الإسلامية.
خلافة سيدنا عمر بن الخطاب للمسلمين
تولى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخلافة بعد وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه عام 634 ميلادي.
وتميزت خلافته بالعدل والقوة والفتوحات الإسلامية الواسعة، فقد وسّع حدود الدولة الإسلامية لتشمل بلاد الشام ومصر والعراق وشمال إفريقيا وفارس.
إنجازات عمر بن الخطاب
أسس نظامًا إداريًا متطورًا شمل جميع جوانب الدولة.
كما أنشأ ديوان بيت المال لتوزيع الأموال على المحتاجين.
ونظم نظامًا للضرائب عادلًا.
واهتم بالعلم والمعرفة وأنشأ العديد من المدارس والكتاتيب.
وأرسل الجيوش الإسلامية لنشر الإسلام.
وأقام العديد من المشاريع العمرانية، مثل المساجد والطرق والقنوات.
عمر بن الخطاب كان عادلا
اشتهر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعدله، فكان يخرج متخفيًا بين الناس يتفقد أحوالهم ويحل مشاكلهم.
كان يُعرف بإنصافه للضعفاء والمظلومين.
وكان يُحاسب كبار الدولة على أخطائهم.
وفاة عمر بن الخطاب
استشهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عام 644 ميلادي، على يد أبو لؤلؤة المجوسي الفارسي أثناء صلاته في المسجد النبوي.
إرث سيدنا عمر بن الخطاب
ترك سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه إرثًا عظيمًا للأمة الإسلامية، فقد كان مثالًا للعدل والقوة والحكمة.
ولا تزال آثاره حاضرة حتى يومنا هذا، فمنظومة القضاء والضرائب التي أنشأها لا تزال مستخدمة في العديد من الدول الإسلامية.
السيدة عائشة توافق على دفن سيدنا عمر بن الخطاب بدلا منها بجوار قبر الرسول صلى الله عليه وسلم
أخرج الطبري (3/422) بسنده عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ سَمِعَ عُرْوَةَ وَالْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يَقُولانِ: أَوْصَى أَبُو بَكْرٍ عَائِشَةَ أَنْ يُدْفَنَ إِلَى جَنْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ حُفِرَ لَهُ، وَجُعِلَ رَأْسُهُ عِنْدَ كَتِفَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ” .
وأما عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد التمس ذلك من عائشة ، واهتم لذلك خشية أن لا تأذن.
أخرج البخاري (3700) عن عمر بن الخطاب أنه أمر ابنه عبد الله وهو في فراش موته بعدما طُعِن :
( انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ فَقُلْ : يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلَامَ ، وَلَا تَقُلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؛ فَإِنِّي لَسْتُ الْيَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا ، وَقُلْ يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ ، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَالَ : يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ السَّلَامَ ، وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ ، فَقَالَتْ : كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي ، وَلَأُوثِرَنَّ بِهِ الْيَوْمَ عَلَى نَفْسِي .
فَلَمَّا أَقْبَلَ قِيلَ : هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ قَدْ جَاءَ ! قَالَ ارْفَعُونِي ، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا لَدَيْكَ ؟ قَالَ : الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ! أَذِنَتْ .
قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ )