بعد إغلاق دام شهرين افتتح مسجد السيدة زينب رضي الله عنها بعد انتهاء أعمال التطوير، وكان تطوير المسجد هو السبب في إغلاقه بأمر من مديرية أوقاف القاهرة لتمكين الهيئة المنفذة للمشروع من الانتهاء من التجهيزات وذلك في إطار توجيهات الرئيس السيسي بما يخص تطوير المساجد العريقة بالقاهرة مثل مسجد الحسين رضي الله عنه، ومسجد السيدة رقية رضي الله عنها، ومسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، وفي هذا المقال سنأخذ لمحة بسيطة عن مسجد السيدة زينب ومعلومات عن صاحبة الضريح المقام عليه المسجد.
صاحبة الضريح
– السيدة زينب صاحبة هذا المشهد والضريح الذي أقيم عليه المسجد هي حفيدة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنت الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس المراد ب”زينب” هنا بنت رسول الله، وجدتها السيدة خديجة رضي الله عنها من أمها، وأخويها الحسين والحسين رضي الله عنهما.
وبعض الروايات تؤكد أنها ليست زينب بنت على بن أبي طالب، فمنهم من قال أنها زينب بنت يحيي المتوج بن حسن الأنور بن زيد بن الحسين بن على بن أبي طالب، وآخرون على أنها زينب بنت أحمد بن جعفر بن الحنفية.
قدوم السيدة زينب إلى مصر
-والرواية الأشهر التي ذكرها المؤرخون التي تثبت ذلك أن السيدة زينب أتت مصر بعد معركة كربلاء بعدة أشهر استقرت بمصر لمدة تسعة أشهر حتى ماتت ودفنت في هذا المشهد، وورد أنها اختارت بنفسها مصر لتكون مقرا لها وتكون أول نساء آل البيت التي تشرفت بها أرض مصر، وعندما وصلت مشارف محافظة الشرقية خرج الأهالي يستقبلونها بالزغاريد والدفوف وكان هذا في شعبان عام ٦١ هجريا، وعلى رأس الجموع والي مصر وقتها مسلمة بن مخلد من بني أمية، وأقامت ببيت الوالي حتى وافتها في شهر رجب عام ٦٢ هجريا، وتم دفنها ببيت الوالي وهو مكان المشهد والضريح الآن.
السيدة زينب في سطور
كنيت السيدة زينب بأم كلثوم أو أم الحسن، ومعنى اسمها على قولين الأول أنه اسم مركب من كلمتين هما “زين” و”أب” وقد حرف الاسم وحذف الألف، أو أنه كلمة واحدة بمعنى شجرة أو وردة.
تزوجت السيدة زينب من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأنجبت منه ستة أولاد وبنت واحدة.
قابلت السيدة زينب الرسول صلى الله عليه وسلم وشهدت وفاته. وعاصرت عهد الخلفاء أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ووالدها الإمام علي كرم الله وجهه، وشهدت الفتنة الكبيرة التي ألمت بآل البيت، وشهدت مقتل أبيها ومقتل أخيها الحسين في كربلاء.
وعندما قدمت إلى مصر بعد محنة كربلاء دعت لأهل مصر دعوتها الشهيرة قائلة:”أهل مصر، نصرتمونا نصركم الله، وآويتمونا آواكم الله، وأعنتمونا أعانكم الله، وجعل لكم من كل مصيبة مخرجًا ومن كل ضيق فرجًا”.
ألقاب السيدة زينب
وقد اشتهرت السيدة زينب بألقاب عدة منها أم العواجز لأنها عندما قدمت مصر كانت تساعد المساكين والعجزة والفقراء.
ورئيسة الديوان: لأنها عندما شرفت مصر كانت ترأس ديوانا في دارها لعقد الجلسات العلم والدين، وكانت الوالي وحاشيته يحرصون على حضور هذا المجلس.
أم هاشم: لأنها كانت سخية وكريمة تطعم الضعفاء والمحتاجين مثل جدها هاشم الذي كان يطعم الحجاج، أو لأنها حملت راية الهاشميين بعد مقتل أخيها الإمام الحسين رضي الله عنه.
وصاحبة الشورى: فقد كانت صاحبة عقل وفطنة وكان الكل يستشيرها حتى أبوها وأخويها.
مكانة المسجد
ويعتبر المسجد مقصدا ومزارا لكل الطرق الصوفية والمريدين كما يطلقون على أنفسهم، وفي كل عام في شهر رجب في آخر ثلاثاء في الشهر يقام احتفالا بمولد السيدة زينب في الحي الذي يوجد فيه المسجد ويسمي بنفس الاسم في منطقة مصر القديمة، ويصبح الميدان المقابل الذي يحمل نفس الاسم أيضا ممتلئا والشوارع على غير عادتها، والاحتفال هو ذكرى وصولها أرض مصر، ويتبارك بعض الناس بهذا الضريح ومن ذلك ما جاء في رواية يحيي حقي الشهيرة” قنديل أم هاشم” حيث كانوا يتباركون بزيت القنديل ويعالجون به مرضى العيون كما جاء في الرواية.
بناء المسجد وتجديده
لا تذكر المراجع التاريخية متى تم إنشاء المسجد فوق مشهد وقبر السيدة زينب، ولكن الوارد مراحل التجديد التي طرأت على المسجد أولها في ٩٥١ هجريا على يد محمد علي باشا، ومرة أخرى على يد الأمير عبدالرحمن كتخدا عام ١١٧١ هجريا، وفي عام ١٩٤٠ ميلاديا تم هدم المسجد بالكامل وبناؤه من جديد بقرار من وزارة الأوقاف، وتم مضاعفة مساحته في عام ١٩٦٩ ميلاديا.