يرتبط فانوس رمضان في أذهاننا بمشهد الأطفال حاملين الفانوس مرددين أغاني رمضان مثل( حلو يا حلو… رمضان كريم يا حلو)، (وحوي يا وحوي) وغيرها من الأغاني، منتظرين الهدايا من الكبار لكن من منا يعرف بداية ظهور الفانوس وعلاقته بالشهر الكريم؟، كل الروايات تؤكد بأن فانوس رمضان ظهر في العهد الفاطمي، حتى وصل إلى يومنا هذا وأصبح من رمزيات شهر رمضان، كان شكل الفانوس في البداية على هيئة صاج به شمعة بسيطة، وتتطور بعد ذلك فصنع من النحاس والخشب والزجاج وأضيف له الزينة والأضواء الملونة.
كلمة فانوس إغريقية
وكلمة فانوس في اللغة العربية تعني “نمام” كما ورد في القاموس المحيط، وأصلها إغريقي وهو”فانس”، والنمام هو من يظهر مساؤىء غيره، فالفانوس ينير الظلام والنمام يكشف ستر غيره، فالكلمتان تفيدان نفس المعنى.
الفانوس والمعز لدين الله
من أشهر الروايات التي تتحدث عن أصل الفانوس كانت في الخامس من رمضان عام ٣٥٨ هجريا، عندما كان القاهريون ينتظرون قدوم الخليفة وقتها المعز لدين الله الفاطمي ليلاً، وفي ذلك الوقت أمر قائد الجيش جوهر الصقلي بإضاءة الطرق بالشموع لاستقبال الخليفة بحفاوة، وهو ما جعلهم يضعون الشموع على قواعد خشبية وعليها طبقة من الجلد، فظهرت الشموع على شكل الفانوس المتعارف عليه اليوم، ومن يومها وأصبح طقسا متعارف عليه واحتفالا بقدوم الشهر.
النساء سبب ظهور الفانوس
ومن الروايات الغريبة حول ظهور الفانوس هي أن النساء في العهد الفاطمي كانوا ممنوعين في الخروج طوال أيام السنة باستثناء الشهر الفضيل، فيسمح لهم بالخروج أثناء الشهر فتسعد بالشهر الكريم، وكانت الواحدة منهن تخرج للصلاة أو زيارة أحد أقاربها أو التنزه ويسبقها غلام يحمل الفانوس تنبيها للرجال بوجودها في الطريق، ويغضون الأبصار عنها.
الفانوس وليلة الرؤية
ورواية أخرى تفيد بأن الخليفة الفاطمي يخرج ليلة الرؤية لاستطلاع هلال شهر رمضان وكان الأطفال يسيرون معه حاملين الفانوس لكي يضيئوا له الطريق وهم في غايةالسعادة يغنون أغاني شهر رمضان.
الفانوس والحاكم بأمر الله
ورواية أخرى تقول بإن الخليفة الفاطمي أمر الناس بإضاءة الشوارع ترحيباً بالشهر الكريم ومساعدة للناس للسير ليلا في شوارع القاهرة، فاختاروا استخدام الفوانيس.
وأولى الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله اهتماما كبيرا بتقليد الفانوس فكان يأمر الناس بإضاءة الشوارع بالفوانيس في شهر رمضان ووضعها أما البيوت وفي الأزقة و يغرم كل من يعصي الأمر، وكان يستعين بالحرفيين الماهرين لتوفير أكبر عدد من الفوانيس اللازمة، وكان” الحاكم بأمر الله ” يأمر بإضاءة الجامع الأزهر بأنوار من فضة وقناديل، ويلزم بإضاءتها في شهر رمضان حتى وقت السحور، وتوضع بعد انتهاء الشهر في أماكن أعدت خصيصا لذلك.
الفانوس والأقباط
وهناك رواية تفيد بأن فانوس رمضان لم يظهر مع الفاطميين بل كان دخل مع الأقباط المسيحيين في احتفالاتهم بأعياد الميلاد، فكانوا يحملون الشموع المضيئة ويسمونها فوانيس ويعلقونها في الأسواق.