مدفع رمضان هو سبب فرحة المسلمين في كل الأقطار، فهو يعد أشهر الوسائل التي تعلن موعد إفطار الصائمين في شهر رمضان المبارك بعد صيام يوم طويل يتجاوز عشر ساعات ويقوم بذلك بعض أفراد الجيش، فكان المسلمون يكتفون بآذان المغرب كدليل انتهاء وقت الصيام منذ صدر الإسلام، وكان صوت الإنسان دليل على ذلك، وكان صوت بلال بن رباح أول صوت يؤذن في الإسلام، وتعد القاهرة أول مدينة إسلامية ينطلق منها قذيفة مدفع الإفطار، وذلك في منتصف القرن التاسع عشر ثم انتشر إطلاق المدفع في بلاد الشام في القدس ودمشق، حتى وصل في أواخر القرن التاسع عشر إلى بغداد ومن ثم في بلاد الخليج والسودان، وإلى بعض الدول في قارة أفريقيا مثل تشاد ومالي والنيجر، ودول شرق آسيا مثل إندونيسيا.
مدفع رمضان والمماليك
وجميع الروايات تثبت أن فكرة المدفع جاءت من قبيل الصدفة، فالرواية الأشهر تعود إلى عصر المماليك أن السلطان المملوكي خشقدم في عام ٨٦٥ ه وعند وقت المغرب في أول يوم في رمضان، كان يجرب “خشقدم “مدفعًا جديدا قد أهُدي إليه، وعند إطلاق قذيفة المدفع كان وقت إفطار المسلمين بالضبط، فاعتقد الناس أن السلطان قصد ذلك ليعلم الجميع بوقت الإفطار وآذان المغرب، فخرج الجموع يشكرونه على الفكرة الحسنة فقرر السلطان أن يعتمد المدفع كوسيلة لإعلان موعد الإفطار، وأضاف بعد ذلك مدفع للسحور ومدفع للإمساك.
مدفع رمضان والخديوي إسماعيل
أما الرواية الثانية تفيد بأن بعض الجنود في عهد الخديوي إسماعيل كان يقومون بتنظيف مدفع معين، فانطلقت منه قذيفة في وقت إفطار المسلمين وصلت إلى كل أنحاء القاهرة، فظن عامة الشعب أن الحكومة أرادت ذلك كتقليد جديد لإعلان وقت الإفطار، ووصل الأمر إلى الاميرة فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل فأعجبت بالفكرة، وأصدرت فرمانا يفيد باستخدام المدفع في أوقات الإفطار والإمساك والأعياد الرسمية، وسمي المدفع باسمها في ذلك الوقت.
مدفع رمضان ومحمد علي باشا
وهناك رواية تؤكد أن فكرة المدفع تم اكتشافها بالصدفة أيضا في عهد محمد علي باشا، ومنذ وقت إطلاق أول قذيفة منه حتى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر لم يتوقف المدفع عن عادته بسبب الإهمال حتى أُعيد في عام ١٩٨٦م فوق قلعة صلاح الدين الأيوبي بأمر من وزير الداخلية وقتها.
مدفع رمضان الآن
وعن عدد مدافع الإفطار فعلى الأرجح ستة مدافع، اثنان في العباسية وواحد في مصر الجديدة وواحد في حلوان واثنان في القلعة لكي يعلم جميع سكان القاهرة بوقت المغيب، وفي وقتنا الحالي يقوم أربعة من رجال الأمن بالاهتمام بالمدفع وإطلاقه مرتين كل يوم مرة في الإمساك والأخرى وقت الإفطار، وتم استخدام تقنيات حديثة لكي لا تتأثر القلعة بقذائف المدفع، وموضع المدفع الآن في قلعة صلاح الدين بعد أن كان في هضبة المقطم القريبة من القلعة.