قال الكاتب الصحفي مصطفى حمزة الباحث في التنظيمات الإرهابية إن هجوم صالة الحفلات الموسيقية في موسكو، الذي تبناه تنظيم «داعش» الإرهابي يصب في مصلحة الولايات المتحدة الأمريكية، التي توظف التنظيم لمصالحها، مشيرًا إلى أن ولاية خراسان تأسست بهدف خدمة المصالح الأمريكية في الشرق الأقصى، مثلما تأسس التنظيم الأم في العراق وسوريا لخدمة مصالحها في الشرق الأوسط.
وأضاف حمزة أن سبب الصراع هو تعارض المصالح الأمريكية – الروسية في الشرق الأوسط، الذي تبسط أمريكا سيطرتها عليه لتأمين الموارد والمواد الخام والثروات وتصدير السلاح، وهو ما سعت روسيا لمنافستها عليه من خلال تواجدها في سوريا بشكل أساسي، حفاظًا على تأمين مصالحها في المنطقة، وإحداث نوع من توازن القوى.
وعلى الرغم من أن روسيا تجنبت الدخول في تصعيد ضد الولايات المتحدة وفضلت التعاون معها عسكريًا، إلا أن التطورات فرضت على الطرفين التعامل باستخدام سياسات “تحت الطاولة under the table politics”، فمن جانبها اتخذت أمريكا (والغرب الأوروبي) أوكرانيا كبوابة للدخول في الشرق الأقصى ومواجهة روسيا؛ للحفاظ على نفوذها الدولي، بعد أن أمنت مصالحها في الشرق الأوسط، وهو ما دفع روسيا لمحاولة إجبار أمريكا على العودة للشرق الأوسط مرة أخرى وذلك بالتعاون مع حلفاء مثل الصين وإيران، التي مولت حماس لتنفيذ عملية 7 أكتوبر 2023، ضمن سياسات “تحت الطاولة” أيضًا.
وأشار حمزة إلى أن تنظيم «داعش» هو تنظيم وظيفي، أي أنه يؤدي دورًا ووظيفة معينة، ويُصنَّف في العلوم السياسية ضمن القوى الفاعلة من غير الدول، ولكن تستخدمه الدول لتنفيذ سياساتها القومية، وهذا ما يفسر نشأة التنظيم في العراق في ظل انسحابات غير مبررة للقوات العراقية، وإفساح المجال للقيادات الإرهابية للخروج من السجون الأمريكية في العراق للعب أدوار تخدم مصالح أمريكا بالأساس.
وكان تنظيم «داعش» قد تبنى الهجوم الإرهابي الذي وقع الجمعة في مدينة كراسنوجورسك، إحدى ضواحي العاصمة موسكو، استهدف حفلًا حاشدًا في قاعة حفلات موسيقية، داخل مول تجاري، أسفر عن مقتل العشرات.