الدكتور مصطفى محمود يقدم 400 حلقة من العلم والإيمان
على مدى أكثر من ٤٠٠ حلقة تلفزيونية أطل الدكتور مصطفى محمود على جمهوره وأصبح راسخا في عقولهم بسبب بساطته في الشرح وعمقه في نفس الوقت مع إفادة المتابعين بمعلومات جديدة، وهو لم يكن مجرد مقدم لبرنامج شهير بل كان طبيبا و وفليسوفا.
ولد مصطفى محمود في قرية خاقان بالمنوفية
ولد مصطفى كمال محمود حسين هو وشقيقه التوأم بمحافظة المنوفية وبالتحديد في قرية خاقان إحدى قرى مركز شبين الكوم في عام ١٩٢١م ، لأسرة تابعة للأشراف حيث إن نسبه يصل إلى علي زين العابدين، توفي شقيقه التوأم وأكمل “مصطفى” الحياة وأصبح الأصغر بين إخوته، وبسبب ظروف عمل والده الموظف بالحكومة انتقل “مصطفى” مع أسرته إلى طنطا، وجاور مقام السيد البدوي مما جعل لديه صِبغة صوفية أثرت في فكره على مدى بعيد،
مصطفى محمود يهرب من الكتاب بسبب عصا المعلم
كان مصطفى محمود نابغا دراسيا، محبا للقراءة والعلم مثل والده الذي أجاد اللغة الفرنسية، التحق بالكُتَّاب في السنة الرابعة من عمره لكن حال بينه وبين تحصيل العلم معلم اللغة العربية الذي كان يستخدم العصا في تعليم الصغار، فهرب” مصطفى” منه خصوصاً وأنه تربى في جو أسري هاديء يميل إلى اللين وعدم القسوة، ولمدة تزيد عن ثلاثة سنوات انقطع ” مصطفى” عن التحصيل الدراسي حتى تغلب على خوفه وحفظ كثيرا من القرآن الكريم ودرس اللغة العربية، وفي مدرسة طنطا الثانوية، ظهر نبوغه الأدبي وكتب الشعر والزجل والقصص القصيرة، وأحب السفر والتخييم والتجارب العلمية والعزف على الناي.
مصطفى محمود يلتحق بكلية الطب وأنشأ معملا في بيته
التحق “مصطفى “بكلية الطب جامعة القاهرة، وكان متعلقا بالعلوم لدرجة أنه أنشأ معملا صغيرا في بيت والده، صنع فيه العطور والصابون والمبيدات الحشرية، ويقوم بتشريح الحشرات، حتى أنه قام بتشريح جثث الموتى ولُقب بين زملائه ب”المشرحجي” ،إلا أنه أُصيب بمرض في صدره في ثالث سنة بالدراسة الجامعية بسبب الفورمالين الذي كان يستخدمه في حفظ جثث التشريح، فمكث في العلاج لسنوات كان يمارس فيها التفكير والتأمل والقراءة والكتابة ثم عاد إلى الجامعة وتخرج في كلية الطب في تخصص مرضه وقتها وهو تخخص الأمراض الصدرية وكان ذلك عام ١٩٥٣.
مصطفى محمود يترك الطب بسبب هبوط شديد
بدأ حياته المهنية في مستشفى العباسية ومستشفى الجيزة ثم انتقل إلى مصحة “ألماظة” في منطقة نائية في الصحراء مما أتاح له مرة ثانية مجالا للتأمل والتدبر والفكر، كان “مصطفى” متعلقا بالأدب وبالكتابة الصحفية وكان يفضل الصحافة على مجال الطب، فكان ينشر مقالاته بين الحين والأخرى، ونشر قصتين في مجلة “الرسالة” عام ١٩٤٣، وبعد أن تعرف على كامل الشناوي كتب في مؤسسة ” اخبار اليوم”، بعدها في مجلة “التحرير”، حتى كتب مجلة روز اليوسف، وحين كان يعمل في مستوصف “أم المصريين” أصيب بهبوط شديد في كريات الدم البيضاء إثر تعرضه للاشعة عند فحص المرضى، وفي إجازة التعافي قرر ترك الطب وتفرغ للكتابة في عام ١٩٦٠م.
مصطفى محمود يعتقد في فكرة التناسخ
كان محور تأمل وبحث مصطفى محمود هو الغاية من خلق الإنسان، لكن هذه الفكرة أصيبت بالحيرة، فكان يرى في البداية أن العلم يستطيع أن يصور الكون بإحكام، بل ويعطيه وسيلة ليتعرف على الله بطريقة مادية لا معنوية، ومر بفكرة التناسخ وحدة الوجود غيرها، لكنه لم يكن يوما ملحدا بل كان يسلك طريق الفكر الموصل إلى الإيمان الراسخ.
إسرائيل حاولت وقف برنامج مصطفى محمود
كان مناهضا للفكر الصهيوني وألف في ذلك كتب عديدة، ووقفت أمامه إسرائيل وحاولت إيقاف برنامجه ومقالاته،
مصطفى محمود يرفض منصبي وزير الثقافة ووزير الأوقاف
كان لا يحب المناصب ورفض منصبي ووزير الثقافة ووزير الأوقاف عندما طلب منه الرئيس ” السادات” ذلك.
كان محبا للعمل الخيري فأقام مسجدا كبيرا باسم والده تغير لاحقا وأصبح يحمل مسجد “مصطفى محمود” في ميدان يحمل اسمه بمحافظة الجيزة ، ومستشفى خيري ومركزا طبيا اسمه “الكوثر” وجمعية بها مراكز طبية ومرصد فلكي ومتحف للجيولوجيا، وظل على هذا النهج ذهب إلى الرفيق الأعلى في أكتوبر عام٢٠٠٩م وبعد رحلة من العلاج وخرج جثمانه من مسجده.
العنكبوت ورجل تحت الصفر.. أشهر روايات مصطفى محمود
كتب روايات علمية منها: “العنكبوت”، “رجل تحت الصفر”، وفي الإسلاميات ” حوار مع صديقي الملحد” و” رحلتي من الشك إلى الإيمان” وفي التصوف كتب “القرآن كائن حي” ، “أسرار القرآن”، ” الوجود والعدم”، ” الله والإنسان”.
٤وكَتَب عن الصهيونية والتطبيع مثل كتب:” إسرائيل البداية والنهاية” “إسرائيل النازية ولغة المحرقة”، وكتب مقالات وجدانية منها ” اعترفوا لي”، يوميات نصف الليل”، “٥٥مشكلة حب”، ومن المسرحيات ” الإسكندر الأكبر”، والإنسان والظل”، وفي القصة القصيرة كتب “رائحة الدم”، “الذين ضحكوا حتى البكاء”.