“الإحصاء” و”سلطة المياه”: المواطن في غزة بالكاد يستطيع الوصول إلى 3-15 لتر من المياه يوميا
قال الجهاز المركزي للإحصاء وسلطة المياه الفلسطينية، اليوم الأربعاء، في بيان مشترك، إن المواطن الواحد في قطاع غزة بالكاد يستطيع الوصول إلى ما بين 3-15 لتر من المياه يومياً في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ166 على التوالي.
وأشار البيان الذي صدر بمناسبة يوم المياه العالمي، إلى أن كميات المياه التي تصل المواطن تتباين بشكل كبير حسب الموقع الجغرافي، والمياه المزودة، والدمار الحاصل في البنية التحتية، وعمليات النزوح المستمرة، حيث أن الحد الأدنى من المياه للبقاء على الحياة يقدر بنحو 15 لتر للفرد في اليوم.
ولفت إلى أن قطاع غزة يعاني من أزمة حادة في الحصول على المياه، إذ أنه وفي ظل الظروف الطبيعية في فترة ما قبل العدوان، كان معدل استهلاك الفرد من المياه في القطاع يقدر بحوالي 84.6 لتر/فرد/يوم خلال العام 2022.
وتابع، أنه يُقدر اجمالي المياه المتوفرة حالياً بحوالي 10-20% من مجمل المياه المتاحة في قطاع غزة قبل العدوان، وهذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوفر الوقود، كما خلف عدوان الاحتلال آثاراً كارثية على البنية التحتية للمياه، وشبكات المياه ومصادر إمدادات المياه بشكل عام، إذ تـم تدميـر حوالـي 40% مـن شـبكات الميـاه وتعطلــت المضحــات الرئيســية بســبب القصــف أو بســبب نفــاد الوقــود.
وأكد أن 4% فقط من سكان قطاع غزة كان لديهم وصول إلى مياه مدارة بشكل آمن وخالية من التلوث في فترة ما قبل العدوان، أما في ظل العدوان الحالي، وعدم توفر الوقود اللازم لتشغيل محطات تحلية المياه ومحطات الضخ وتشغيل الآبار، فإن السكان بالكاد يحصلون على مياه للشرب وبمجملها تكون غير آمنة، حيث أنه لا يتوفر سوى محطة تحلية مياه واحدة تعمل بقدرة تشغيلية تبلغ 5% ومحطتان متوقفتان عن العمل بشكل كلي بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود.
76% من المياه المتاحة مصدرها المياه الجوفية
وتعتمد فلسطين بشكل أساسي على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية والسطحية، والتي تبلغ نسبتها 75.7% من مجمل المياه المتاحة. وقد بلغت كمية المياه التي تم ضخها من آبار الأحواض الجوفية (الحوض الشرقي، والحوض الغربي، والحوض الشمالي الشرقي) في الضفة الغربية للعام 2022 نحو 116.6 ملايين متر مكعب.
ويعود السبب الرئيسي للضعف في استخدام المياه السطحية إلى سيطرة الاحتلال على مياه نهر الأردن، وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع الفلسطينيين من الوصول إلى مياه نهر الأردن منذ عام 1967 والتي تقدر بنحو 250 مليون متر مكعب.
22% من المياه المتاحة في فلسطين يتم شراؤها من شركة المياه الإسرائيلية “ميكروت”
وأشار البيان إلى أن إجراءات الاحتلال أدت إلى الحد من قدرة الفلسطينيين على استغلال مواردهم الطبيعية وخصوصا المياه وإجبارهم على تعويض النقص بشراء المياه من شركة المياه الإسرائيلية “ميكروت”، حيث وصلت كمية المياه المشتراة للاستخدام المنزلي 98.8 مليون م3 عام 2022، والتي تشكل ما نسبته 22% من كمية المياه المتاحة التي بلغت 445.7 مليون م3، منها 38.8 مليون م3 مياه متدفقة من الينابيع الفلسطينية، و298.5 مليون م3 مياه يتم ضخها من الآبار الجوفية، و9.6 ملايين م3 مياه شرب محلاة وتشكل 2.2% من المياه المتاحة.
وحول نوعية المياه المتاحة للفلسطينيين فقد بلغت كميات المياه الملوثة وتصنف غير صالحة للاستخدام الآدمي 211 مليون م3 من مجموع المياه المتاحة للفلسطينيين معظمها في قطاع غزة مقابل 234.7 مليون م3 صالحة للاستخدام الآدمي والتي تشمل المياه المشتراة والمحلاة.
9.6 ملايين م3 مياه شرب محلاة
ووفق بيانات سلطة المياه فقد بدأت فلسطين بإنتاج كميات من المياه المحلاة وصلت الى 9.6 ملايين م3 في العام 2022 نتيجة تشغيل محطات تحلية محدودة الكمية في قطاع غزة، حيث من المتوقع زيادة انتاج هذه الكميات بشكل كبير في الأعوام القادمة مع تنفيذ برنامج محطة التحلية المركزية.
أكثر من 97% من نوعية المياه التي يتم ضخها من الحوض الساحلي لا تتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية
وبلغت كمية المياه المستخرجة من الحوض الساحلي في قطاع غزة 189.4 مليون م3 خلال العام 2022، وتعتبر هذه الكمية ضخاً جائراً بسبب الحاجة للمياه وعدم توفر مصدر مياه آخر، حيث يتجاوز الضخ السنوي القدرة التخزينية للحوض الساحلي من المياه المتجددة والتي تقدر ب 50-60 مليون م3 في السنة، الأمر الذي أدى إلى نضوب مخزون المياه ونزول مستوى المياه الجوفية إلى ما دون مستوى 19 متراً تحت مستوى سطح البحر، مما أدى إلى تداخل مياه البحر، وترشيح مياه الصرف الصحي إلى الخزان، الأمر الذي جعل أكثر من 97% من مياه الحوض الساحلي غير متوافقة مع معايير منظمة الصحة العالمية.
معدل استهلاك الفرد اليومي من المياه أقل من المعدل الموصى به عالميا وهو في تناقص
وخلال العام 2022، بلغ معدل استهلاك الفرد الفلسطيني اليومي 85.7 لتراً من المياه، (86.4 لتراً في اليوم في الضفة الغربية، مقابل 84.6 لتراً في قطاع غزة)، واذا ما أخذنا بالاعتبار نسبة التلوث العالية للمياه في قطاع غزة، واحتساب كميات المياه الصالحة للاستخدام الآدمي من الكميات المتاحة، فإن حصة الفرد من المياه العذبة ستنخفض إلى 20.5 لتراً فقط في اليوم، وعند مقارنة هذا المعدل باستهلاك الفرد الإسرائيلي نلاحظ أن معدل استهلاك الفرد الإسرائيلي يزيد بثلاثة أضعاف الفرد الفلسطيني إذ بلغت حصة الفرد الاسرائيلي نحو 300 لتر في اليوم، ويتضاعف هذا المعدل للمستعمرين إلى أكثر من 7 أضعاف استهلاك الفرد الفلسطيني.
وحول حصة الفرد من المياه حسب المحافظة فإن تحقيق العدالة في التوزيع بين التجمعات السكانية أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها دولة فلسطين نتيجة الاحتلال الاسرائيلي وسيطرته على الأراضي الفلسطينية، والذي يحد من إمكانية تطوير نظام مائي متكامل على مستوى الوطن.
يذكر أنه ما زال معدل استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه أقل من الحد الأدنى الموصى به عالمياً حسب معايير منظمة الصحة العالمية البالغ 100 لتر في اليوم، وذلك نتيجة سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على أكثر من 85% من المصادر المائية الفلسطينية.
ــ