تم بناء مسجد الحسين(حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيد شباب أهل الجنة ابن الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) في عهد الفاطميين وقام بالإشراف على البناء الوزير الصالح طلائع، وذلك استنادا على الرواية التي تقول بأن الخليفة الفاطمي خاف على رأس الحسين من الأذى في مكانها في مدينة عسقلان بفلسطين وذلك تزامناً مع اشتعال الحروب الصليبية حماية لرأسه الشريف من هجمات الصلبيين، فطلب أن يحمل الرأس الشريف إلى مصر، فدفن في مكانه الآن، وأقيم المسجد عليه، هيا بنا نسرد تفاصيل قصة مقتل الحسين ومعركة كربلاء حتى نقل رأسه الشريف إلى مصر.
حكاية نقل الرأس الشريف
بعد وفاة معاوية بن سفيان وعلم أهل الكوفة بذلك، كان الحسين رضوان الله عليه يمتنع عن مبايعة يزيد بن معاوية بالخلافة، وأراده أهل العراق خليفة لهم، وأخبروه وقد كان نزل بمكة بأن الكلمة متفقة عليه، وقالوا له: “إنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق”.
بعدها اجتمع جيش يزيد بن معاوية وصحبه ورشقوا أصحاب الحسين بالنيل واستشهد كل صحب الحسين رضي الله عنهم، وبقي الحسين وحيدا يقاتلهم، وكان يهربون منه تحرجا في قتله، ويخشى أي منهم أن يصاب الحسين على يده.
حتى صاح فيهم شمر بن ذي الجوشن وحملهم عليه وقام زرعه بن شريك التميمي وضرب يد الحسين اليسرى فقطعها، وأخذوا يطعنونه بالرماح في كل جانب حتى وصلت إلى ثلاثة وثلاثين طعنة وأربعة وثلاثين طعنة بالسيف وهو يقوم ويكبو، حتى استشهد رضوان الله عليه، وقام سنان بن أنس الخنعي واجتز رأسه، وقد كانت معركة كربلاء مأساة تقشعر لها الأبدان، وتمثل فيها أخس الجرائم وأبشعها.
مكان الدفن
وكل الروايات تكاد تجتمع على أن جسده دفن في كربلاء في العراق مكان المقتل، وأصبح مشهده وضريحه مكانا يزار هناك، واختلف حول مكان رأسه الشريف، منها أنه دفن بالمدينة، أو في دمشق، أو في مقابر المسلمين، أو أنه أعيد رأسه إلى جسده ودفن في موقعه بكربلاء.
والأرجح أنه نقل إلى دمشق ومنها إلى عسقلان بفلسطين حتى نهاية العهد الفاطمي حيث تم نقله إلى مصر، ويعد مسجد الحسين مزاراً وقبلة لكل المصريين في كافة المحافظات ويوجد بحي يحمل نفس الاسم، فإذا أردت أن تصل إليه ما عليك إلا الركوب لمنطقة الحسين وعبور نفق الأزهر الذي يفصل بين الجامع الأزهر ومسجد الحسين!! مجرد ثواني تفصل بين منبر العلم ومقصد محبي آل البيت.
حجرة النبي بالمسجد
هذا وقد قام الخديوي عباس حلمي بإنشاء حجرة بمسجد الحسين سماها حجرة النبي ووضع بها مقتنيات من أثر النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، منها شعرتين من لحيته الشريفة صلى الله عليه وسلم، وقطعة من قميصه ومروده ومكحله، ونسخ قديمة من مصاحف القرآن الكريم.
الباب الأخضر للمسجد
يضم مسجد الحسين ثلاثة أبواب تطل على خان الخليلي أحدهما يسمى الباب الأخضر بجوار القبة، يزعم البعض في سبب تسميته بذلك إلى أنه تم دخول الرأس الشريف من خلال هذا الباب ملفوفا بحرير لونه أخضر، وقيل أنه سقطت على الأرض بعض من دماء رأس الحسين عند عبوره من الباب، مع العلم أن هذا كان بعد مقتل الحسين بمئات السنين.
معالم جانب المسجد
ويوجد على يمين المسجد فندق الحسين، أقدم فندق هناك يقيم فيه من شتى بقاع العالم ويتحدث العاملون بلغات مختلفة لكثرة تعاملهم مع السياح.
ويوجد بالقرب من مسجد الحسين مقهى الفيشاوي أو مقهى نجيب محفوظ أديب نوبل، وهو أشهر مقاهي مصر اشتهر بسبب كثرة جلوس الأديب نجيب محفوظ داخله وحديثه عنه.
خان الخليلي الذي يواجه بوابات المسجد بني من خلال الأمير جركس الخليلي قبل ما يزيد عن ستمائة عام، ويحوي الخان أزقة بها محال للبيع ومزينة بالأربيسك ومرصعة بالنحاس يباع فيها البردي والهدايا التذكارية والملابس الفلكلورية والأكسسوارات والتماثيل المقلدة.
في خان الخليلي توجد الصاغة وحارة اليهود، وعلى مقربة منهما شارع المعز لدين الله الفاطمي الذي يتحول في المساء لمنطقة ذهبية بسبب الإضاءة وهناك يلتقط المصورون أجمل الصور التذكارية للزوار.
ويأتي الرسامون بلوحاتهم ليرسموا مسجد المعز الذي يلتقي بألوان الإضاءة ويمثل تحفة معمارية بديعة، بمنطقة الحسين يجتمع محبي آل البيت والتجار والفنانون والسياح العرب والأجانب.