يرتبط الفسيخ باحتفال المصريين خلال هذه الأيام بعيد شم النسيم من خلال التنزه والسفر والذهاب إلى الحدائق والرحلات وتناول أكلات الفسيخ والرنجة والبيض الملون، في هذا المقال نستعرض سبب تناول المصريين لهذه الأكلات وبداية اختيارها كوجبة خاصة بهذه المناسبة.
أصل الفسيخ
يعود أصل أكلة الفسيخ إلى المصريين القدماء حيث كانوا يحتفلون بعيد شم النسيم أو عيد الشمو كما يطلقون عليه، وكان ذلك من خلال تقديم الأسماك المجففة قرابين للآلهة داخل المعابد ووجد ذلك على نقوش المعابد ورسومات المقابر.
سبب تسميته
وقد استخدموا أنواعا مختلفة من الأسماك ظهر ذلك على نقوش معابدهم مثل سمك البوري والبلطي والشبوط والقرموط، وبسبب قلة الصيد في الربيع كانوا يستخدمون الملح لحفظ السمك لأطول فترة ممكنة، وسمي الفسيخ بهذا الاسم لأنه عند تخزينه لفترة معينة وإضافة الملح عليه يتفسخ ويتمدد ويصبح مفككا من الداخل.
معلومات أخرى عن الفسيخ
يعد الفسيخ أيضا من أشهر الأكلات في قطاع غزة بفلسطين حيث يقوم أهل غزة بتناوله بعد صلاة العيد مباشرة في عيد الفطر المبارك صباحا كي يفتح شهيتهم بعد شهر من الصيام، ويتميز الفسيخ برائحة نفاذة لا يستطيع بعض الناس تحملها، وقد أصبحت طريقة حفظه من التلف طريقة متبعة منذ ظهوره في العصور القديمة، ويطلق المصريون على من يقوم بعمل الفسيخ وبيعه بالفسخاني، هذا وتعتبر مدينة دسوق من أشهر المدن في مصر في إعداد الفسيخ وبيعه.
الفسيخ وبناء الأهرامات
وقد أرجع بعض المؤرخين بداية ظهور أكلة الفسيخ إلى وقت بناء الأهرامات و أن لا علاقة لمناسبة شم النسيم بذلك، فقد كان المصريون القدماء يتناولون الفسيخ قبل الشروع في أعمال بناء الأهرامات ليمنحهم القوة والطاقة لإكمال العمل، وبعد ذلك الوقت ارتبط الفسيخ بمناسبة شم النسيم وأصبح أحد الطقوس المتبعة في ذلك اليوم.
أول عيد لشم النسيم
وقد اختلف المؤرخون حول بداية احتفال المصريين بعيد شم النسيم، فمنهم من أرجعه إلى عصر ما قبل الأسرات، ومنهم من أكد أن بداية الاحتفال به كان في عهد الأسرة الثالثة، لكنهم اتفقوا على وجود المناسبة وقت الفراعنة وإنها لم تكن مناسبة دينية بل كانت مناسبة عامة الغرض منها الخروج والتنزه في وقت الربيع.
وقد ذكر المؤرخ هيردوت في زيارته مصر في القرن الخامس الميلادي أنه رأى المصريين يخرجون يأكلون السمك المملح وبعدها يتحركون لشم النسيم والهواء الطلق.
سبب احتفال شم النسيم
وقد ورد أن المصريين كانوا يحتفلون بعيد شم النسيم لأن الربيع هو بداية الحياة فيه تتفتح الزهور ويخرج الزرع من الأرض، وبذلك يكون هو أقدم عيد شعبي في الدنيا لما يزيد عن ٢٧٠٠ عام وكان الفراعنة يحتفلون به بنفس الطريقة الحالية.
أو أنهم كانوا يحتفلون به بسبب امتلاء نهر النيل بالمياه العذبة، وزيادة خصوبة الأرض المحيطة بالنيل، أو أن رياح الربيع تحمل معها الخير فينمو النبات والزرع والزهور.
سبب آخر للسمك المملح عند الفراعنة
ولعل أيضا أحد أسباب تجفيف الأسماك وحفظها هو إيمان المصريين القدماء بفكرة البعث والحياة الأخرى فقد كانوا يلاحظون الشمس تضيء ثم تنطفىء ثم تنير من جديد، والنبات ينمو وبعدها يذبل ثم ينمو من جديد، فقرروا أن يحفظوا كل ما يخصهم معهم في نعش الموت من الأكل والشرب ومستلزمات الحياة وكان من بينها السمك المملح والمجفف.
الرنجة وتلوين البيض
أما الرنجة فهي نوع من الأسماك الصغيرة تعيش في المياه الضحلة المعتدلة الحرارة، أما الرنجة المدخنة فهي الاختيار الثاني للمصريين في عيد شم النسيم لمن لا يتناول أكلة الفسيخ بسبب صعوبة تناوله عند البعض.
يقوم المصريون بتلوين البيض وخصوصاً باللون الأحمر وهو الأكثر شيوعاً، وأرجع المؤرخون سبب تلوين البيض إلى اعتقاد المصريين القدماء بأن البيضة هي أصل الإنسان فيقومون بالاحتفال من خلال تلوينها لأنها بداية الحياة، فهذا الطقس موجود منذ عهد القدماء المصريين القدماء في يوم شم النسيم، ولذلك كانوا ينقشون عليها أدعيتهم في انتظار أن يستجيب الإله لدعواتهم إيمانا منه بقداسة الفكرة.
وقد يرجع البعض أصل فكرة تلوين البيض إلى سبب يتعلق بالدين المسيحي وهو قيامة السيد المسيح من الموت فقشرة البيضة ترمز إلى القبر والبيضة هي الحياة فقد استعمل السيد المسيح طاقته في الخروج إلى الحياة مثل فرخ الدجاج الذي يستعمل قوته ومنقاره في الخروج من البيضة، وتم تلوين البيض ليرمز للفرحة والبهجة بقيامة السيد المسيح.
هذا ويمنع تناول أكل الفسيخ لمن لديهم أمراض ضغط الدم والكلى والقلب لأنه يسبب زيادة ضغط الدم لاحتوائه على المزيد من الأملاح مما يضر بصحة القلب، كما أنه يسبب احتباس البول ومرض الفشل الكلوي، وارتفاع ضغط الدم لدى الجنين والتهاب الكبد.
غير أن الإفراط في تناوله قد يتسبب في ضيق التنفس وارتفاع مستوى السكر في الدم وارتفاع ضغط الدم، وأيضا التسمم الغذائي وزغللة العين وجفاف الحلق لذا وجب عدم الإكثار في تناوله.