يعد مشروب العرقسوس أو عرق السوس من أهم المشروبات الرمضانية، ويختلف الناس حوله فهناك من يفضله وهناك من لا يقوى على شربه، لكن مع كل ذلك فهو دواء لأمراض عديدة كما ذكر الطبيب ابن البيطار، فهو مفيد لأمراض القلب والصدر والكبد والحلق والتهابات المعدة، في هذا المقال نبذة عن مشروب العرقسوس.
تاريخ العرقسوس
تعود بداية استخدام العرقسوس إلى الثقافات القديمة، الصينية والمصرية والآشورية والهندية منها، كوصفة طبية متداولة، وقد استخدم في مصر القديمة كمشروب خاص بالملوك والأمراء، حيث تم العثور على بعض جذور من العرقسوس في مقبرة توت عنخ آمون عند اكتشافها في عام ١٩٧٣م وسط الكنوز الملكية.
وقد عرفت جذور نبتة العرقسوس عند البابلين منذ أكثر من أربعة آلاف سنة، واعتبر مقوي لجسم الإنسان ومناعته، وكان المصريون القدماء يستخدمونه في العلاج، حيث يضيفونه إلى الأدوية المرة لتقليل طعم المرارة، واكتشفوا أنه مفيد للمعدة والكبد والأمعاء.
وخلال العهد الفاطمي تحول مشروب العرقسوس إلى مشروب شعبي وانتشر بين كل الأوساط، حتى أصبح عنصر هام في المائدة الرمضانية بجانب أشهر المشروبات مثل السوبيا والخروب والتمر الهندي وقمر الدين لتعويض الجسم بما يحتاجه من سوائل بعد فترة الصيام.
يتم حصاده في فصل الخريف بعد سنتين على الأقل من زراعته، وله نكهة حلوة ومميزة بسبب والسكر والمعادن والفيتامينات التي يحتوي عليها.
بائع عرق السوس
ثم أصبح له مهنة خاصة وهناك بائع عرقسوس بملابس مميزة تعبر عن أصالة المشروب، يتنقل البائع بين الضواحي وهو حامل صاجات نحاسية، ويبدأ بتحريكها تجاه بعضها لتحدث رنات مميزة من يسمعها يعرف قدوم صاحب العرقسوس، مرتديا طربوش واضعا عرق السوس في إناء نحاسي كبير، أو إبريق زجاجي ليحافظ على برودة المشروب ولا يتناوله العامة ساخنا، ويضعه بواسطة حزام جلدي على خصره، مناديا بأعلى صوته ” شفا وخمير يا عرقسوس”.
معنى عرق السوس وحاله الآن
واسم عرقسوس اسم يوناني قديم مشتق، بمعنى الجذر الحلو، ويسمى أيضا أصل السوس، ولم يقتصر المشروب على شهر معين، بل انتقل في كافة الدول العربية وانتشر الباعة الجائلين به في شوارع المدن.
الآن أصبح عرق السوس عبارة عن فلكلور وتراث شعبي حيث لا تجده إلا في المناطق القديمة بالقاهرة مثل منطقة الحسين ومنطقة المعز لدين الله الفاطمي وغيرها، والأجيال الجديدة تنكره بسبب صعوبة وغرابة مذاقه.
مذاق متداخل
يتميز عرق السوس بمذاق متداخل يجمع بين المرارة والحلاوة، بسبب وجود مادة تشبه في مذاقها مذاق السكرين ” المحلي الصناعي”، فهو يعد أكثر حلاوة من سكر المائدة المعروف بنسبة ٣٠ إلى ٥٠ مرة، فالعرقسوس يسد حاجة المرء من السكر كليا بسبب حلاوته الطبيعية، التي تبقى عالقة في الفم لفترة.
وقد حذرت دراسة فنلندية من الإكثار من تناوله لأن تناوله بكثرة يؤثر على مستوى ذكاء الطفل، ويقلل من القدرة الجنسية عند الرجال، ويؤثر على نمو الجنين لدى الحوامل.