قالت وكالة الأونروا إن القصف الإسرائيلي المكثف من الجو والبر والبحر لا يزال مستمرا في معظم أنحاء قطاع غزة، ما أدى إلى وقوع المزيد من الإصابات في صفوف المدنيين، والنزوح، وتدمير البنية التحتية المدنية.
وأكدت الاونروا في بيان لها الآن، أن الغارات الجوية الإسرائيلية مستمرة في رفح المكتظة بالسكان في جنوب غزة، حيث وردت تقارير في 2 آذار عن حدوث غارات جوية بالقرب من مستشفى ميداني أولي للأمهات تدعمه منظمة أطباء بلا حدود.
ومن ناحيتها أعربت منظمة الصحة العالمية واليونيسف عن قلقهما من أن مستويات سوء التغذية بين الأطفال في شمال غزة كانت شديدة بشكل خاص، حيث أفيد الآن عن وفاة ما لا يقل عن 15 طفلا بسبب سوء التغذية والجفاف في مستشفى كمال عدوان في شمال غزة، مع تعرض 6 أطفال آخرين لسوء التغذية الحاد الذي يؤدي إلى الموت.
وذكر المتحدث باسم اليونيسف أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة في شمال غزة، حيث كان الوصول إلى المساعدات محدودا، كانت أعلى بثلاثة أضعاف من تلك الموجودة في الجنوب.
وأكملت الأونروا في بيانها قائلة: شهدت الأيام الثلاثة الأولى من شهر آذار زيادة هامشية في عدد الشاحنات الداخلة بمتوسط 127 شاحنة يوميا تدخل غزة، وهو أقل بكثير من القدرة التشغيلية لكلا المعبرين الحدوديين.
وكان شهر شباط قد شهد دخولا منخفضا جدا من الشاحنات إلى غزة، حيث بلغ متوسط عدد الشاحنات التي دخلت غزة نحو 99 شاحنة يوميا.
ولا يزال عدد الشاحنات التي تدخل غزة أقل بكثير من الهدف المحدد وهو 500 شاحنة يوميا، مع وجود تحديات في إدخال الإمدادات عبر كل من كرم أبو سالم ورفح. وقد كافحت شاحنات الأونروا لدخول قطاع غزة بسبب الحرب وعدم اتساق فتح كلا المعبرين.
وقد تأثرت الإجراءات الأمنية لإدارة المعبر بشدة بسبب مقتل عدد من رجال الشرطة الفلسطينيين في غارات جوية إسرائيلية بالقرب من المعابر في أوائل شباط.
وأصبح العدد الإجمالي للزملاء العاملين في الأونروا الذين قتلوا منذ بدء الأعمال العدائية 162 زميلا، بزيادة زميلين.
ونزح ما يصل إلى 1,7 مليون شخص (أو أكثر من 75 بالمئة من السكان) في مختلف أنحاء قطاع غزة، بعضهم عدة مرات.
ويتم إجبار العائلات على الانتقال بشكل متكرر بحثا عن الأمان. وفي أعقاب القصف الإسرائيلي المكثف والقتال في خان يونس والمناطق الوسطى في الأيام الأخيرة، انتقل عدد كبير من النازحين مرة أخرى إلى الجنوب.
الضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية
في الفترة بين يومي 29 شباط – 4 آذار، تم تسجيل 138 عملية تفتيش واعتقال نفذتها القوات الإسرائيلية في مختلف أنحاء الضفة الغربية، واحتجز ما لا يقل عن 90 فلسطينيا خلال هذه الفترة. فيما تم الإبلاغ عن مقتل ثمانية فلسطينيين، من بينهم ثلاثة أطفال.
وفي ليلة 3 آذار، نفذت القوات الإسرائيلية عملية كبيرة في مخيم نور شمس، شمال الضفة الغربية. ووردت أنباء عن إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية، بما في ذلك الطرق.
واضطرت مدارس الأونروا داخل مخيم اللاجئين إلى إغلاق أبوابها ليوم واحد. وفي الصباح الباكر من يوم 4 آذار، أسفرت عملية نفذتها القوات الإسرائيلية في مخيم الأمعري وسط الضفة الغربية عن مقتل لاجئ من فلسطين خلال تبادل لإطلاق النار.
في يوم 1 آذار، أفادت التقارير بأن المستوطنين أقاموا بؤرة استيطانية جديدة على أراض يملكها فلسطينيون جنوب قرية اللبن الشرقية (شمال الضفة الغربية)، وفرضت القوات الإسرائيلية حظرا على سبل وصول الفلسطينيين. وجاء ذلك في أعقاب مصادرة القوات الإسرائيلية للأراضي في المنطقة في 29 شباط. وإلى الغرب من بيت لحم، أبلغ عن تجريف الأراضي الفلسطينية في 4 آذار بالقرب من قرية حوسان، بزعم تيسير توسيع جدار الضفة الغربية.
ووفقا لوزارة الصحة في غزة، حتى 4 آذار 2024، قتل ما لا يقل عن 30,534 فلسطينيا في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول 2023. إن حوالي 70 بالمئة من الذين قتلوا هم من النساء والأطفال بحسب التقارير، وتفيد التقارير بأن 71,920 فلسطينيا آخر قد أصيبوا بجروح.
ووفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، خلال الفترة ما بين 7 تشرين الأول 2023 وحتى 4 آذار 2024، قتل 412 فلسطينيا، من بينهم 106 أطفال، في الضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية.
وتحققت الأونروا من التقارير التي تفيد بوقوع حوادث أثرت على مرافق الأونروا. وسيتم تقديم المزيد من المعلومات حال توفرها.
وتم الإبلاغ عن حوادث مختلفة أثرت على منشآت الأونروا وعلى النازحين الذين يلتجئون فيها. وفي حين أن التحقق من التفاصيل وأرقام الإصابات جارية، تشير التقارير الأولية إلى ما يلي:
– في 15 كانون الثاني 2024، أصيب مركز صحي في خان يونس إصابة مباشرة بعدة قذائف دبابات. وبالإضافة إلى ذلك، أفادت التقارير بأن الجيش الإسرائيلي هدم أجزاء من الساحة الخارجية للمركز الصحي وأجرى حفريات داخل الساحة. ولم يبلغ عن وقوع إصابات، ولكن المبنى أصيب بأضرار.
– تم الإبلاغ عن 337 حادثة أثرت على مباني الأونروا وعلى الأشخاص الموجودين داخلها منذ بدء الحرب (بعضها شهد حوادث متعددة أثرت على نفس الموقع)، بما في ذلك ما لا يقل عن 51 حادثة استخدام عسكري و/أو تدخل في منشآت الأونروا. وقد تأثرت 155 منشأة مختلفة تابعة للأونروا جراء تلك الحوادث.
– تقدر الأونروا أنه بالإجمال، قتل ما لا يقل عن 404 نازحين يلتجئون في ملاجئ الأونروا وأصيب 1,385 آخرين على الأقل منذ بدء الحرب. ولا تزال الأونروا تتحقق من عدد الإصابات التي وقعت بسبب الحوادث التي أثرت على مرافقها، وتشير إلى أن هذه الأرقام لا تشمل بعض الإصابات التي تم الإبلاغ عنها حيث لم يتسن تحديد عدد الإصابات.
ونظرا للوضع الأمني بالإضافة إلى انقطاع الاتصال بالإنترنت، لا يمكننا تقديم أية تحديثات إضافية عما ورد في التقرير رقم 75.
ملاجئ الأونروا
– حتى تاريخ 4 آذار، هنالك ما يقارب من 1,7 مليون شخص نازح يحتمون الآن في ملاجئ الطوارئ (ملاجئ الأونروا والملاجئ العامة) أو المواقع غير الرسمية أو بالقرب من ملاجئ الأونروا ومواقع التوزيع وداخل المجتمعات المضيفة.
– حتى 2 آذار، كانت سبعة مراكز صحية فقط (من أصل 23) تابعة للأونروا تعمل. ومن تلك المراكز، هنالك مركز في الشمال واثنان في المنطقة الوسطى وواحد في خان يونس وثلاثة في رفح. وتقدم المراكز الصحية خدمات الرعاية الصحية الأولية، بما في ذلك خدمات العيادات الخارجية، ورعاية الأمراض غير المعدية، والأدوية، والتطعيمات، والرعاية الصحية ما قبل الولادة، والرعاية الصحية بعد الولادة، وتغيير الضمادات للجرحى.
ويواصل 693 موظفا في مجال الرعاية الصحية العمل في المراكز الصحية السبعة العاملة، وفي 2 آذار قدموا 15,607 استشارة طبية.
وقدم قام 313 موظفا 9,262 استشارة طبية إضافية في الملاجئ، وفي النقاط الطبية المنشأة حديثا في منطقة المواصي لخدمة تدفق السكان النازحين من خان يونس، حيث يبلغ إجمالي عدد السكان المسجلين حاليا في المواصي 377,854 شخصا.
وخلال الفترة بين 7 تشرين الأول وحتى 3 آذار، قدمت الأونروا أكثر من 2,7 مليون استشارة طبية في مختلف مراكز الأونروا الصحية وملاجئ الأونروا.
– وحتى تاريخ 2 آذار، استمر تقديم خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في مناطق الوسط وخان يونس مع فرق صحية مؤلفة من أطباء نفسيين إلى جانب ثلاثة مشرفين لمساعدة الحالات الخاصة المحالة من المراكز الصحية والملاجئ. وقد استجابت الفرق لما مجموعه 1,471 حالة في المراكز الصحية إلى جانب 52 حالة في النقاط الطبية من خلال الاستشارات الفردية وجلسات التوعية ودعم حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي. وقد تم تقديم الرعاية الصحية للنساء بعد الولادة والنساء الحوامل المعرضات للخطر الشديد في المراكز الصحية، حيث تم تقديم الدعم لما مجموعه 386 امرأة.
الدعم النفسي الاجتماعي لأهل غزة رجال وسيدات وأطفال
-تواصل الأونروا تقديم خدمات الدعم النفسي الاجتماعي بما في ذلك خدمات الإسعافات الأولية النفسية الاجتماعية واستشارات الدعم النفسي الاجتماعي وجلسات التدخل وجلسات التعامل مع الإجهاد النفسي والأنشطة الجماعية والترفيهية. ومنذ بداية الحرب، تم تقديم الدعم لأكثر من 148,000 نازح.
الأمن الغذائي لأهالي غزة
– حتى 2 آذار، استمرت الأونروا بتوزيع الطحين خارج الملاجئ في المحافظات الجنوبية. وقد تم الوصول إلى ما مجموعه 372,064 عائلة لغاية الآن، منها 104,631 عائلة تسلمت جولتين من الطحين.
المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية
نظرا للوضع الأمني بالإضافة إلى انقطاع الاتصال بالإنترنت، لا يمكننا تقديم أية تحديثات إضافية عما ورد في التقرير رقم 67.
وأفادت التقارير بمقتل أكثر من 30,000 فلسطيني في 150 يوما فقط. هذا يعني أن 5% من السكان ماتوا، أو أصيبوا، أو فقدوا.
وينتشر الجوع في كل مكان، وتلوح في الأفق مجاعة من صنع الإنسان.
ويموت الأطفال، الذين يبلغون من العمر بضعة أشهر فقط، بسبب سوء التغذية والجفاف.
جدير بالذكر أن فيليب لازاريني المفوض العام للاونروا قال: إنني ارتجف بمجرد التفكير بما قد يتكشف من فظائع حدثت في هذا الشريط الضيق من الأرض، ماذا سيكون مصير ما يقارب ثلاثمائة ألف شخص من سكان غزة المعزولين في الشمال،
وقد قطعت عنهم إمدادات الإغاثة الإنسانية؟ كم من الناس ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض في جميع أنحاء قطاع غزة؟ وماذا سيحدث لنحو 17,000 من الأطفال الذين أصبحوا يتامى، والذين تم التخلي عنهم في مكان تزداد فيه الخطورة وانعدام القانون؟”
أنقر هنا لقراءة الخطاب الكامل للمفوض العام للأونروا أمام الجمعية العامة