أنيس منصور يحفظ القرآن وهو صغير
ولد الكاتب “أنيس منصور” في يوم ١٨ أغسطس عام ١٩٢٤ بمحافظة الدقهلية، بدأ نبوغه الأدبي من حفظه القرآن الكريم في سن صغيرة في كُتَّاب قريته، وفي المرحلة الثانوية كان الأول على كل طلبة مصر حينها.
انيس منصور يحصل على الإجازة العالمية في الآداب
واختار بنفسه الالتحاق بكلية الآداب جامعة القاهرة وبالتحديد قسم الفلسفة وتفوق فيه وحصل على شهادة الإجازة العالمية في الآداب عام ١٩٧٤م، وعمل أستاذا في نفس القسم بجامعة عين شمس لفترة وانقطع عنها في عام ١٩٦٣م وعاد إليها عام ١٩٧٥م، ولعل من أسباب تفوقه الأدبي حفظه لأبيات من الشعر العربي والأجنبي، وتعلمه للغات عديدة مثل الانجليزية والفرنسية الروسية والألمانية والإيطالية واللاتينية.
أنيس منصور يتزوج رجاء حجاج ابنة أخت زكريا توفيق
تزوج أنيس منصور من “رجاء حجاج” التي كان أخوالها زكريا توفيق وتوفيق عبد الفتاح وهما من تنظيم الضباط الأحرار، مما جعل لها دور في ثورة ٢٣ يوليو دون أن تعرف لصغر سنها فكانت تكتب لهم المنشورات بخط يدها لأنهم كانوا بحاجة للتخفي، وكان للكاتب محمد حسنين هيكل دور في زواجهما فهو الذي خطبها له وكان شاهدا على عقد الزواج، وقد استمر هذا الزواج ٤٧ عاما حتى وفاته رغم أنه قد لُقب ب”عدو المرأة”، وقد قرر أنيس منصور بنفسه عدم الإنجاب تخفيفًا من صعوبة الحياة الزوجية والغريب أن زوجته وافقته على ذلك، وذلك من خلال تصريح تلفزيوني له.
أنيس منصور صحفي في أحبار اليوم
بدأ “منصور” عمله الصحفي في واحدة من أكبر المؤسسات الصحفية في مصر وقتها، وهي مؤسسة أخبار اليوم، ورافقه في هذه الرحلة الكاتب” كامل الشناوي”، وعاصر مؤسسيها علي ومصطفى أمين، وتوجه بعدها إلى جريدة الأهرام وكان ذلك في عام ١٩٥٠م، وترك مؤسسة الأهرام عام ١٩٥٢م، وعمل أيضا في جريدة آخر ساعة وجريدة الهلال.
أنيس منصور من أصغر رؤساء التحرير في مصر
وكان من أصغر رؤساء التحرير في مصر حين كلفه الرئيس السادات بنفسه بتأسيس مجلة أكتوبرفي ٣١ أكتوبر عام ١٩٧٦م ليكون رئيس تحرير لها وهو يتم الثلاثين من عمره، وفي نفس الوقت رئيسا لمجلس إدارة دار المعارف.
كان يكتب مقال “الموقف” في الأهرام
وكما كان “هيكل ” مقربا من “عبدالناصر” كان أنيس منصور مقربا من السادات وكاتمًا لأسراره، ولديه الكثير في خزانته من الوثائق والتسجيلات لم يخرجها حتى وافته المنية، وكان يكتب مقالا يومياً في جريدة “الأهرام” باسم “الموقف” حظي على شهرة واسعة وقراءة مستمرة من الجماهير فكان يُقدم فيه للقارئ كل ما هو جديد، وكتب أيضا في صحيفة الشرق الأوسط.
كان أنيس منصور يكتب في ساعة الفجر
كان من عادة أنيس منصور في الكتابة في ساعة الفجر ولم يكتب في النهار أبدًا، وهو مرتدي البيجاما وحافي القدمين، وكان لا ينام إلا ساعات قليلة في اليوم، بلغت مؤلفاته ما يقارب من ٢٠٠ كتاب في العلوم والفنون والآداب والسياسية والمرأة والفلسفة والصحافة شكلت وعي ووجدان الكثير من الشباب في العالم العربي، منها ما اتحول إلى أعمال تلفزيونية مثل ” من الذي لا يحب فاطمة”، “غاضبون وغاضبات”،” العبقري”.
عمل أنيس منصور في ترجمة الكتب
وله في مجال ترجمة الكتب باع طويل، حيث ترجم العديد من الكتب الأدبية الأجنبية وصلت إلى خمس روايات مختلفة، وتسع مسرحيات، واثنا عشر كتابا في الفلسفة.
وكتب في مجال” ما وراء الطبيعة” ومن أبرز كتاباته فيها كتاب” لعنة الفراعنة ” وكُتُب “الذين هبطوا من السماء”، “الذين عادوا من السماء”، وانتشرت هذه الكتب انتشارا كبيرا بين القُراء والمثقفين، وحققت مبيعات قياسية.
وكتب في أدب الرحلات منها كتب:” اليمن ذلك المجهول”، “غريب في بلاد غريبة”، “أنت في اليابان”، ومن كتبه المشهورة كتاب ” في صالون العقاد كانت لنا أيام” حيث سجل فيه علاقته المبكرة في شبابه بالكاتب محمود عباس العقاد وما كان يدور من حوارات في صالون العقاد وآراء ومشاكل الجيل، ومن كتب “منصور” كتاب ” عاشوا في حياتي” حيث سرد فيه حكايات عديدة عن طفولته.
من أقواله المشهورة ” ماتت هي لأحيا أنا ” حين نجا من الموت بأعجوبة عندما تنازل للفنانة كاميليا عن تذكرته في الطائرة المتجهة إلى سويسرا حين طلبت الفنانة تذكرة لظروف طارئة بعد أن شعرت بألم في المعدة ولم تجد تذاكر متاحة وأبلغها بعد ذلك الموظف بالمطار بتنازل الكاتب أنيس منصورعن تذكرته لرجوعه عن قرار السفر، لتسقط الطائرة قبل أن تغادر الأراضي المصرية.
ومن الجوائز التي حصل عليها أنيس منصور جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة،1981وجائزة مبارك في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2001.
الجائزة التشجيعية من المجلس رعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية عام 1963، الدكتوراة الفخرية من جامعة المنصورة.
مات أنيس منصور عن عمر 87 عاما
توفي” أنيس منصور” صباح يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر 2011 وهو في عمر87 عاماً بمستشفى الصفا بالمهندسين بعد إصابته بالتهاب رئوي، ودفن بمدافن الأسرة بمصر الجديدة، تاركا إرثا ثقافيا كبيرا عاصر فيها عهد الملكية حتى شهد سقوط نظام مبارك في عامه الأخير، فقدنا بعده موسوعة أدبية متنقلة وفليسوفا معبرا عن جذوره المصرية.